تقع قرية قوبا في منطقة خاكماز بأذربيجان في كوبا، تعلى المنحدرات الشمالية الشرقية لجبل شاهداغ، بإرتفاع 600 متر فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 23000 نسمة.
وبالرغم من أن قوبا هي قرية صغيرة، إلا أنها تعد من أهم وأشهر الوجهات السياحية في أذربيجان، حيث تمزج القرية بين عراقة الماضى وحداثة المستقبل لقربها من العاصمة الباكو.
كم تبعد قوبا عن باكو
تبعد قوبا عن العاصمة باكو مسافة تقدر ب 155كيلومتر، بواقع 96.3 ميلاً، لذا فإذا سافرت بالسيارة يمكنك الوصول إلى قوبا في خلال 3 ساعات و 18 دقيقة، ستقضى خلال هذا الوقت رحلة ممتعة بين أحضان جبال القوقاز، وقراه الجبلية ذات الطبيعة الرائعة، التي يمكنك الإستراحة في إحداها لتتعرف ثقافات شعوبها المتنوعة، وربما يصادفك الحظ فترى السيدات وهن ينسجن السجاد الإذربيجانى الخلاب، او يمكنك التعرف على بعض أسرار الطهي لسكان تلك القرى.
مناطق الجذب السياحي في قوبا
بنشأت مدينة قوبا من قرية جوديال الواقعة على ضفاف النهر، وفي منتصف القرن الثامن عشر أصبح حسين علي خان قباء وهو حاكم تركي مسلم، حاكما لتلك البلاد، وذلك بعد نقل مقر إقامته من خودات ألى قوبا، كما أقام أسوار الحصن حول المدينة، وقد بقيت في القرية بعض الآثار التاريخية التي تحكى عن تاريخ القرية وعاداتها، مثل:
- حمام شهور:
من أشهر المعالم الأثرية والسياحية في قوبا هو حمام "شهور"، وهو حمام فريد من نوعه مبنى من الطوب الأحمر على شكل رباعي الزوايا، وقد بنيت قبته الكبيرة على شكل خلية نحل من الطوب، لتمكنه من الحفاظ على درجتى الحرارة والرطوبة المناسبتين بداخله.
الحمام الذى كان يعد مكان الراحة الرئيسي لسكان قوبا حتى عام 1985، حيث لم يعد يعمل في وقتنا هذا، يتكون من 6 غرف، بابين و 6 نوافذ، ويتم توفير المياه له بئر متواجد أسفله، للحمام قصص وتاريخ قديم، حيث يذكر أن الكاتب الفرنسي الشهير "ألكسندر دوما" أستحم في هذا الحمام أثناء إقامته في قوبا، ليزوره حفيده أيضا بعد مرور 150 عام من زيارة جده، وكان يستخدم حتى عام 1985. ولم يعد حمام الشحر يعمل.
* مسجد جمعة:
مسجد الجمعة هو واحد من أشهر وأهم الوجهات السياحيّة في قوبا، ويُعدّ من أقدم المساجد في شمال شرق أذربيجان، حيث تمّ تشييده من الآجر الأحمر في عام 1802 للميلاد، المسجد الذى يُشبه الإسطوانة ذات الأوجه في شكله، يوجد داخله قاعة كبيرة تتوج بقبة فضية ضخمة قطرها 16 متر ومئذنة، ويزور المسجد الالاف من السيّاح بصفة دورية من مختلف أنحاء العالم، لالتقاط العديد من الصّور التذكاريّة.
* مسجد سكينة خانم:
تم بناء المسجد في عام 1854، من قبل أرملة الفيلسوف و المؤرخ الروسي "عباسجولو باكخانوف"، وقد أقامته تخليدا لذكرى زوجها المتوفى، المسجد يشبه في بنائه الأسطوانة ذات الأوجه، كما الحال في مسجد "جمعة"، تم بنائه من الطوب الأحمر، ويتوج من الأعلى بقبة معدنية بيضاء كبيرة، متخذة شكل خوذة متعددة الأوجه، كما شيدت نوافذه على شكل قوس نصف دائري.
* متحف بيت "عباسجولو باكخانوف"
أصبح منزل الفيلسوف و المؤرخ الروسي "عباسجولو باكخانوف"، حاليا متحفا يحمل أسمه في قوبا، كما يطلق عليه أيضا "متحف التاريخ المحلي"، المبنى الواقع على طول شارع أردبيل، بنى عام 1943 ، وقد عاش فيه الفيلسوف "باكخانوف" نفسه، ليكن أصل تشييد المبنى يعود إلى القرن التاسع عشر.
تبلغ مساحة المتحف 742 مترًا، ويوجد به أكثر من 10 آلاف من المعروضات المختلفة والمتنوعة، كما يزوره سنويا أكثر من 3000 شخص كل عام.
* المجمع الاوليمبي:
يقع المجمع الأوليمبي على بعد 120 كيلومتر من العاصمة باكو، وهو مركز ترفيهى رياضى تبلغ مساحته 16 هكتارًا، وقد تم إنشائه في شهر أكتوبر من عام 2003.
يحتوى المركز على بعض الشقق الواسعة والمنازل الريفية المكونة من طابقين، بالإضافة إلى ملعب لكرة القدم، يسع أكثر من 5000 متفرج، وهو ملعب مجه مجهز بجميع متطلبات هذه الرياضة، كما توجد به قاعة مؤتمرات تسع 200 شخص.
كما يحتوى على مسبح يبلغ طوله 50 مترًا، و 5 قاعات كبرى مصممة لتسع 2000 متفرج، كما توجد به قاعة مجهزة كحلقة ملاكمة، وأخرى تم تجهيزها بأجهزة محاكاة.
* جسر كوديالتشي
من أهم المعالم الأذربيجانية ذات التاريخ العريق "جسر كوديالتشي"، أو كما يطلق عليه "جسر إطار البوابة"، وهو الجسر الوحيد في قوبا الذى حافظ على ثباته وبقى حتى يومنا هذا، من بين الجسور السبعة التي كانت موجودة في قرية قوبا، في الفترة بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر.
الجسر الذى يمتد بطول 275 متر، وعرض 8 أمتار، تم بنائه من الطوب المحروق ويشمل 14 زوج من الحصون المقوسة، تم بناء هذا الجسر في عام 1894 ميلادي كجزء من مشروع الإسكندر الثالث.
تصميم الجسر بهذا الشكل ساعده على الصمود والبقاء في حاله، حتى أثناء التدفقات الطينية والفيضانات الغزيرة، وقد قامت الدولة مؤخرا بترميم الجسر وحمايته كنصب تذكاري معماري.
* قرية القصبة القرمزية
توجد هذه القرية في قلب مدينة قوبا على ضفاف النهر، وتحتضن داخلها ثروات تاريخية تبرز ملامحها من خلال نمطها المعماري القديم، وهي قرية يهودية بها الكثير من المعابد التي يقوم اليهود بإقامة شعائرهم فيها، وتعد تلك القرية شاهدا على التسامح الديني في تاريخ أذربيجان الطويل.
* حديقة نظامي
تعتبر هذه الحديقة واحد من أجمل الحدائق الطبيعية في مدينة قبا، وقد سميت على اسم الشاعر الفارسي "نظامي كنجافي"، الحديقة الغنية بأشجارها الخضراء المتميزة وورودها الخلابة، بناها الأسرى الألمان في عام 1946.
تتميز الحديقة بوجود العديد من السلالم القديمة التي بنيت منذ حوالي 60 عام، والتي تصطف على جانبها الكثير من التماثيل والمنحوتات، فضلا على أن الحديقة تضم متحف ومقهى صغير، وتعتبر مكان العائلى المثالي للمشي والتنزه مع أفراد العائلة والأصدقاء.